بسم الله الرحمن الرحيم
 فهذه النقول عن كبار المفسرين وأهل الحديث من القدامى والمعاصرين فى تفسير معية الله تعالى التى دلت عليهاالآيات والأحاديث
تفسير قوله تعالى ( وهو معكم أين ما كنتم)
من أقوال المفسرين القدامى والمعاصرين
قال الإمام الطبرى
وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ ) يقول: وهو شاهد لكم أيها الناس أينما كنتم يعلمكم، ويعلم أعمالكم، ومتقلبكم ومثواكم، وهو على عرشه فوق سمواته السبع،
قال الإمام ابن كثير
( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ ) يقول: وهو شاهد لكم أيها الناس أينما كنتم يعلمكم، ويعلم أعمالكم، ومتقلبكم ومثواكم، وهو على عرشه فوق سمواته السبع
قال الإمام البيهقى فى الأسماء والصفات
وفيما كتبنا من الآيات دلالة على إبطال قول من زعم من الجهمية أن الله سبحانه وتعالى بذاته في كل مكان ، وقوله عز وجل ( وهو معكم أين ما كنتم (1) ) ، إنما أراد به بعلمه لا بذاته ، ثم المذهب الصحيح في جميع  ذلك الاقتصار على ما ورد به التوقيف دون التكييف . وإلى هذا ذهب المتقدمون من أصحابنا ومن تبعهم من المتأخرين وقالوا : الاستواء على العرش قد نطق به الكتاب في غير آية ، ووردت به الأخبار الصحيحة ، فقبوله من جهة التوقيف واجب ، والبحث عنه وطلب الكيفية له غير جائز)
وروى البيهقى واللالكائى
عن معدان العابد ، قال : سألت سفيان الثوري عن قول الله عز وجل : ( وهو معكم  ) قال : علمه
قال ابن رجب الحنبلى فى فتح البارى
وحكوتعلقوا - أيضا - بما فهموه بفهمهم القاصر مع قصدهم الفاسد بآيات في كتاب الله ، مثل قوله تعالى : ** وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ } [الحديد:4] وقوله : ** مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ } [المجادلة: 7] ، فقال من قال من علماء السلف حينئذ : إنما أراد أنه معهم بعلمه ، وقصدوا بذلك إبطال ما قاله أولئك ، مما لم يكن أحد قبلهم قاله ولا فهمه من القرآن .
وحكى ابن عبد البر وغيره إجماع العلماء من الصحابة والتابعين في تأويل قوله :
** وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ } [الحديد:4] أن المراد علمه .
وقال ابن رجب فى جامع العلوم والحكم
المعية تقتضي علمَه واطِّلاعه ومراقبته لأعمالهم
قال الشيخ أبو بكر الجزائرى فى تفسيره( أيسر التفاسير)
** وهو معكم أينما كنتم } : أي بعلمه بكم وقدرته عليكم أينما كنتم .
قال الشيخ محمد الأمين بن محمد المختارالشنقيطى فى تفسيره
واما المعية العامة لجميع الخلق فهي بالإحاطة التامة والعلم ، ونفوذ القدرة
قال الشيخ عبد الرحمن السعدى فى تفسيره
وهذه المعية، معية العلم والاطلاع،
قال السيوطى فى تفسيره الدر المنثور
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : ** وهو معكم أين ما كنتم } قال : عالم بكم أينما كنتم .
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن سفيان الثوري رضي الله عنه
أنه سئل عن قوله : ** وهو معكم } قال : علمه
وفى.تفسير الجلالين
** وَهُوَ مَعَكُمْ } بعلمه
وفى فتح القدير للشوكانى
وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنتُمْ } أي : بقدرته ، وسلطانه ، وعلمه ، وهذا تمثيل للإحاطة بما يصدر منهم أينما داروا في الأرض من برّ وبحر
قال ابن قتيبة الدينورى فى تأويل مختلف الحديث
ونحن نقول في قوله: " ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا " إنه معهم بالعلم بما هم  عليه)
وقال أيضا
وكذلك قوله جل وعز: " إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون " لا يريد أنه معهم بالحلول ولكن بالنصرة والتوفيق والحياطة. وكذلك قوله تعالى: " من تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً ومن أتاني يمشي أتيته هرولة " .
قال ابن رجب فى فتح البارى
فهوَ سبحانه مع الذين اتقوا ومع الذين هم محسنون .  وقال لموسى وهارون : ** إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى } [طه:46] وقال موسى : ** إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ } [الشعراء:62] وقال في حق محمد وصاحبه
** إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } [التوبة:40] .
ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر في الغار : ((ما ظنك بأثنين الله ثالثهما)) .
فهذه معية خاصة غير قوله : ** مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رَابِعُهُمْ } [المجادلة:7] الآية ، فالمعية العامة تقتضي التحذير من علمه وإطلاعه وقدرته وبطشه وانتقامه . والمعية الخاصة تقتضي حسن الظن بإجابته ورضاه وحفظه وصيانته ، فكذلك القرب .
وليس هذا القرب كقرب الخلق المعهود منهم ، كما ظنه من ظنه من أهل الضلال ، وإنما هو قرب ليس يشبه قرب المخلوقين ، كما أن
الموصوف به ** لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ